ارتبط فن الخط العربي منذ نشأته بالقرآن الكريم، وقد أنشأ هذا الارتباط علاقة روحية بين الخطاط وبين الخط، وتجلى ذلك في حرص أفذاذ الخطاطين في مختلف العصور والأمصار على كتابة المصحف الشريف. ولم تتوقف عناية هؤلاء الخطاطين المبدعين عند حدود النص القرآني، بل برعوا في فنون أخرى كالزخرفة والتذهيب، وتفننوا في كتابة بعض النصوص الأخرى ذات الأهمية الخاصة كالأحاديث النبوية أو الأوراد وقصائد المديح النبوي.
ولما كانت قصيدة البردة التي أنشأها الإمام شرف الدين البوصيري من أروع ما قيل في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم، لم يكن بالمستغرب على الخطاط المسلم أن يحتفي بهذا النص ويبدع في كتابته، فكتبها الكثير من الخطاطين على مر العصور.
وتمثل نسخة القصيدة نقدمها في هذا الإصدار، والتي كتبها الخطاط المصري المعاصر محمد جابر، امتدادا وإحياء لهذا التقليد الفني الذي يعكس احتفاء الخطاط المسلم بنص البردة.
Download Book -- -