هو أبهى تشطير لبردة المديح للإمام البوصيري؛ حيث حوى من المعاني ألطفها وأدقها، ومن العبارة أظرفها وأرقها، قد ائتلف بالبردة أي ائتلاف، وامتزج بها حتى لا تجد بينهما أدنى اختلاف، ولا تجد شطر بيت منها إلا كأنه محتاجٌ إلى ما ضم إليه، ومتوقفٌ تمام معناه عليه. يقصر عن مجاراته كل أريب بارع، ويعجز عن معارضته كل بليغ نابغ، وهو الأقرب إلى الأصل صنعًا، والأشبه به نفعًا، تبدو عليه علامات حسن النية، وشارات سلامة الطوية.
Download Book 15 978-977-5002-53-2