صدرت هذه «الحِكم» من قلب صاحبها قبل أن يتفوَّه بها لسانه، أو يَخطَّها بنانُه، والكلام -كما يقال- إذا صدر من القلب نفذ لا شكَّ إلى القلب، وإذا خرج من اللسان قلَّ أن يتجاوز الآذان، هذا فضلا عن أن هذه «الحكم» تعتبر حالا من أحوال سيدي ابن عطاء الله السكندري، تخلَّق به مع مولاه، وتعد مقاما بلَّغه ربه إياه. لذلك كتب الله تعالى لها القبول والذيوع، بعد أن قدَّر لها البقاء والشيوع، فأصبحت دائمة النفع كثيرة الفوائد، فتوافد الكثيرُ من القدامى والمُحدثين على شرحها وتحليلها، وتوافر الجمُّ الغفير على الاستشهاد والاستدلال بتوجيهاتها وإرشاداتها.
Download Book 10 978-977-848-070-2